Powered By Blogger

قصة "ليلة في بومباي" - محمود البدوي




ليلة فى بومباى    
                              قصة: محمود البدوى
                
رجع كمال إلى مكتب شركة السياحة وهو شاعر بالضيق .. فلم يكن يحب أن يقضى الليل فى هذه المدينة الخانقة الأنفاس .. كان حرها لا يطاق ومنذ نزل من الطائرة وهو يحس كأن جلدة يلسع بالنار .. وكان العرق الغزير اللزج يلصق بدلته وقميصه بجسمه .. فيضاعف هذا من عذابه وتوتر أعصابه ..
وكان قد حدث خلل فى محرك الطائرة التى يركبها إلى بانكوك .. فأنزلوه منها مع بقية الركاب حتى يصلح العطب ..
فلما لم يتم الاصلاح على الوجه المرجو .. اضطرهم إلى قضاء الليلة فى بومباى إلى أن تأتى طائرة أخرى من نفس شركة الطيران وتأخذهم فى الصباح ..
وركب عربة الشركة إلى الفندق الذى أعدوه لهم ووجد كمال أنهم حجزوا له غرفة مشتركة مع شخص لا يعرفه فرفض أن يقبل هذا الوضع ورجع إلى الفتاة فى مكتب استعلامات الشركة ليعلن سخطه ..
ونظرت إليه الفتاة بابتسام .. وقالت برقة :
ـ سأبحث لك عن غرفة أخرى ..
وأخذت تتصل بفندق تاج محل ..
ثم قالت :
ـ إنى آسفة ..لا يوجد فى تاج محل سوى الغرف الثلاث المحجوزة لكم ..
ـ ولكنى لا أنام مع شخص لا أعرفه .. أرجو أن تبحثى لى عن غرفة فى فندق آخر .. على حسابى ..
ـ سأنفذ رغبتك ..
وأمسكت بالتليفون وظلت تتصل بالفنادق الكبيرة فى المدينة لمدة نصف ساعة .. ثم نظرت إليه باسمة .. وقالت :
ـ آسفة .. لا توجد أية غرفة .. أننا فى موسم الأعياد وبومباى مزدحمة بالوافدين عليها ..
ـ إذن سأبيت هنا ..
فقالت ضاحكة :
ـ المكتب سيغلق بعد ساعة ..
ـ هذا أدعى للاطمئنان أكثر .. لأنى سأنام .. والباب مغلق علىّ ..
وعادت الفتاة تضحك ..
وخرجت إلى وسط القاعة .. وبدت طويلة لفاء العود .. ودخلت فتاة أخرى فى تلك اللحظة من الباب وسلمت على موظفة الشركة .. وأخذت تتبادل معها الحديث ..
وأخذ كمال ينظر إلى الفتاة الجديدة .. كانت ترتدى ساريا أصفر جميلا على قوام طويل لدن وكان شعرها أشقر غزيرا وعيناها خضراوين فى صفاء ورقة وفى قدميها خف يبرز أصابع القدم الصغيرة ..
وبدت كلها أجمل ما تكون فتنة .. وتحدثت الموظفة معها بالهندية قليلا ثم أمسكت بالتليفون مرة أخرى ووضعت السماعة وهى تنظر إلى كمال .. وقالت :
ـ مس شارى .. أعرفك بالسيد كمال من ركاب الطائرة .. النسر .. التى تعطلت عن السفر  الليلة ..
ومد كمال يده مصافحا .. واستطردت الموظفة :
ـ وما دمت ذاهبة إلى البيت يا شارى .. أرجو أن تأخذى معك السيد كمال إلى لوكاندة وندسور .. فقد حدثتهم الساعة ليحجزوا له غرفة هناك ..
وقالت مس شارى وهى تنظر إلى كمال برقة :
ـ تفضل ..
وركب بجانبها فى سيارتها وانطلقت تتهادى فى الشارع ولاحظ أنها تتخذ الجانب الأيسر من الطريق ..
ـ هل أنت إنجليزية ..؟
لا .. أننى هندية .. والدتى إنجليزية .. ولماذا خمنت هذا ..؟
ـ من لون شعرك .. وعينيك ..
ـ هل أنت ذاهب إلى بانكوك ..؟
ـ أجل ..
ـ أوه .. سترى أجمل الفتيات فى سيام .. لقد اقتربنا من الفندق ..
ونزلا من السيارة .. ودخلا الفندق وسر من فخامته .. وروعة قاعة الاستقبال وصافحت وجهه طراوة امتصت العرق فشعر بالارتياح وأدرك أن القاعة مكيفة الهواء ..
وأخذت شارى تتحدث مع مكتب الاستقبال .. مدة طويلة .. وعادت له ..
ـ آسفة .. فلا توجد أى غرف .. لقد احتلت فرق باليه الفندق كله لمدة أسبوعين ..
ـ لماذا قالوا للمس لندا .. أنه توجد غرفة ..
ـ لقد حدث سوء تفاهم دون شك ..
ولما رأت الأسى على وجهه .. جذبته من ذراعه .. وقالت له باسمة ..
ـ سنذهب إلى فندق آخر أعرفه ولا بد أن نجد لك غرفة ..
ولم يعثر على غرفة فى الفندق الذى ذهبا إليه ولا فى غيره من الفنادق .. فعادا يركبان السيارة .. وسألها برقة وهو شاعر بالحيرة ..
ـ هل يمكن أن تتكرمى علىّ ونتجول قليلا فى المدينة ..
ـ بكل سرور ..
وسارت به على شاطىء البحر .. وكان الجو راكدا خانقا .. والعرق يسح منه ففتح عروة قميصه .. ورأى الهنود فى لباسهم الأبيض جالسين حول البوابة الكبيرة التاريخية التى فى مدخل الميناء .. وكانوا يلبسون الصنادل .. والقمصان البيض الطوال فوق السراويل .. وكان بعضهم حافى القدمين ..
وكانت سحنهم سمراء .. وشعرهم أسود لامعا .. وبدا عليهم التأثر من حرارة الجو وشدة الرطوبة فجلسوا فى خمول .. دون حراك .. كأنهم ينتظرون رحمة السماء من هذا العذاب ..
وأوقفت شارى السيارة فى جانب الطريق .. وخرجا منها ووقفا ينظران إلى البحر ومد بصره إلى بعيد .. وهو يرى الأنوار تتلألأ .. فى الميناء الدائرى ..
وسألته :
ـ هل أسفت لأنك لم تجد غرفة مع فرقة الباليه .. إن فيها فتيات جميلات دون شك ..
ـ ليس من المعقول وأنا معك أن أفكر فى أية فتاة أخرى ..
ـ أوه .. حقا ..
ـ لقد شعرت بميل شديد من أول نظرة ..
ـ حقا إن هذا يسرنى ..
ـ ما أجمل بومباى فى الليل ولولا هذه الحرارة الخانقة لكانت من أجمل المدن ..
ـ إن الساحل كما ترى .. على شكل عقد من اللؤلؤ على صدر حسناء ..
ـ وكانت الحسناء تسمى فيكتوريا ..
ـ إنك تعرف تاريخ بومباى إذن .. ولا داعى لأن أكون دليلك ..
وقال لها بعد أن مشيا طويلا على الشاطىء :
ـ هل أخرتك عن العودة إلى البيت .. ربما أكون ضايقتك ..
ـ بالعكس إننى مسرورة جدا .. لأنى التقيت بشاب مثلك .. ويجب أن أبحث لك عن غرفة مهما كانت الأحوال ..
ـ لا داعى لأن تتعبى نفسك .. فى البحث .. سأظل هنا إلى الصباح .. فلا يوجد أجمل من هذا المكان فى بومباى .. فقط أرجو أن تظلى معى ..
ـ هذا يسير .. سأظل معك ..
ـ هل يمكن أن نعثر على مكان نشرب فيه زجاجة من البيرة ..
ـ لا نستطيع ..
ـ لماذا ..؟
ـ لأنى ألبس السارى وسيظنونك هنديا والخمر محرمة على الهنود فى الأماكن العامة ..
ـ أى عذاب ..
ٍـ مستاء ..
ـ جدا ..
ـ إذن سنشرب البيرة فى بيتى ..
ـ أكون سعيدا ..
ـ قبل أن نذهب إلى البيت سأريك أهم ما فى المدينة ..
وسارا معا فى الشارع الرئيسى .. وكانت الساعة قد تجاوزت التاسعة .. والمدينة تتلألأ بالأنوار القوية .. ولكن الحوانيت أخذت تغلق أبوابها .. ومرا على أكثر من مشرب من مشارب الشاى .. وكان يود أن يدخل ليستريح .. بعض الوقت ولكنها قالت له ..
ـ سأريك شيئا تسر به أولا ..
ومذ التقت به وجلست بجانبه فى السيارة وهى تشعر بالارتياح .. ومن اللحظة التى رأته فيها فى مكتب السياحة وهى تشعر بميل قوى إليه وبسرور الفتاة وهى ترافق شابا يخفق له قلبها ..
وكان كمال فى السابعة والعشرين من عمره طويل العود .. أسمر وسيما .. قوى الجسم فى صوته خشونة تحبها المرأة ..
وسمعا وهما منطلقان بالسيارة نقرا شديدا بالدف آتيا من بعيد ..
ـ ما هذا ..؟
ـ إنه معبد هندى .. وسنذهب إليه ..
واقتربا من المعبد فأوقفت السيارة .. وكان على بابه امرأة مسنة تلبس السارى الأبيض وفى أذنيها وعلى صدرها الحلى ..
ودخل كمال مع شارى .. من الباب .. وكان هناك شاب هندى عارى الصدر تماما .. ينقر على الدف أمام المعبد .. نقرا عنيفا .. وشاب آخر يتلو التعاويذ .. ويطلق البخور ..
ودخل المكان شاب وفتاة .. بعد أن خلعا نعليهما .. ووقفا أمام المعبد .. ثم ركعا .. وكان الشاب العارى الصدر يتلو الأدعية ويطلق البخور ..
وقالت شارى وقد اكتسى وجهها بالسعادة :
ـ إنهما يتزوجان ..
وقال كمال :
ـ أيمكن أن نفعل مثلهما ..؟
ـ بالطبع ..
وخلعا نعالهما ودخلا المعبد .. ووقفا أمام المعبد كزوجين .. وأخذ الشاب الهندى يتلو الأدعية وهما صامتن .. والبخور يملأ جو المكان ..
ثم خرجا مسرورين بعد أن وضع كمال فى يد الشاب الهندى بضعة روبيات .. وركبا السيارة إلى بيت شارى ..
***
وكان بيت شارى فى الدور الثالث من عمارة حديثة .. وفتحت لهما أمها الباب وكانت سيدة إنجليزية لا تزال فى نضارة الشباب .. وكانت قد التقت بوالد شارى وهو طالب فى لندن .. فتزوجته هناك .. ثم جاءت معه لتعيش فى بومباى .. ومن وقتها وهما يعيشان فى الهند .. ومات الزوج وترك لها ثروة طيبة .. وبنتين جميلتين ..
وعاشت الأم مع ابنتيها فى سعادة ويسر ..
ودخلت أخت شارى لتسلم على الضيف .. وذهل كمال فقد كانت تشبه شارى كل الشبه .. ولا تختلف عنها فى أى شىء حتى فى بحة الصوت وعلم أنهما توأمان وأخذ ينقل بصره بين الأختين لعله يلاحظ أى فارق بسيط .. ولكنه عجز عن المفارقة .. فقد كانت كل واحدة منهما صورة طبق الأصل من الأخرى .. وتعشوا وشربوا البيرة والويسكى وأخذوا يتحدثون فى مختلف الشئون فى مرح وبهجة حتى انقضى جزء كبير من الليل .. وطافت به المدام فى كل الغرف ورأى البيت الهندى لأول مرة ..
واستأذن كمال لينصرف .. فقالت شارى :
ـ حكيت قصة الفندق لوالدتى .. فرأت أن تنام هنا ..
ـ إن هذا كرم عظيم ولطف منها .. ولكنى أخشى أن أزعجكم ..
ـ أبدا .. سنكون مسرورين .. والآن سنريك غرفتك .. ومشى مع شارى إلى غرفة جميلة ..
ودخلت عليهما الأم بعد لحظات .. وسألته :
ـ هل راقتك الغرفة ..؟
ـ إنها جميلة جدا ..
ـ هل ينقصك شىء ..
ـ أبدا .. فيها كل ما احتاجه حتى البيجامة ..
ـ إنها بيجامة شارى ..
وضحكت ..
وكانت الأم محتفظة بكل شبابها ونضارتها .. وكل من يراها يتصورها أختا للفتاتين .. وعادوا إلى الصالة وجلسوا يتحدثون .. ثم استأذن كمال لينام وترك الثلاث فى مكانهن ..
وخلع كمال بدلته .. وارتدى البيجامة الحريرية .. وكان الحر شديدا .. فترك النافذة مفتوحة .. والباب مفتوحا .. وأغلق النور ..
ورآهن بعد قليل رائحات غاديات فى الطرقة .. بقمصان النوم الشفافة .. التى تكشف عن كل المفاتن .. وكان فى الظلام .. وكن فى النور فلم يلاحظن نظراته ..
وأغفى إغفاءة قصيرة .. واستيقظ على حركة بسيطة فى الغرفة .. ولما فتح عينيه رأى واحدة منهن .. تنزل الستر على النافذة .. وتغلق شبكة السلك لتمنع البعوض من دخول الغرفة .. وسمعته يقول :
ـ أشكرك ..
وكانت تتصور أنه نائم .. ولم ترد عليه .. وكانت تتحرك فى الغرفة كالشبح .. وقد اشتد الظلام فى داخل الغرفة بعد إنزال الستارة .. وأصبحت العين لا ترى .. وتحركت فارتطمت بالسرير .. وأحست به يمسكها من ردائها .. وكأنها كانت تتمنى هذه الحركة .. فلم تمانع ومالت عليه بجسمها كله .. فطوقها بذراعيه وشدها إلى صدره ..
وأخذ يحادثها فى صوت خافت ليتأكد من أنها شارى .. ولكن يدها الناعمة وضعت على فمه وهمست :
ـ لا تتحدث .. لئلا يستيقظ النائمون ..
وغرق فى دوامة من اللذة .. ونعس قليلا ولما فتح عينيه وجد الجسم الناعم بجواره فأخذ يضمه ويشم عطر شعرها وجسدها .. حتى أدركه النعاس مرة أخرى ..
***
وقبل الفجر تيقظ فوجد يدا ناعمة تمسح على ذراعه العارية .. فقبل اليد وضم الجسم إليه بقوة ..
وبعد ساعة انفلتت من جواره وخرجت من الغرفة ..
***
وفى الصباح استيقظ مسرورا وفى رأسه الحلم الذهبى .. ورفع الستر عن النافذة ودخل النورالغرفة .. ووجد فى الفراش .. فردة قرط .. فوضعها وهو يبتسم فى جيبه ..
ولما جلس معهن الثلاث إلى مائدة الافطار .. كن أكثر اشراقا وسرورا منه وضحكن كلهن من نظراته .. كان يود أن يعرف أيهن التى قضت الليل معه .. ولما طال فيهن التأمل ازدادت حيرته ..
وودع الأم وأخت شارى .. وركب مع شارى سيارتها لتوصله إلى مكتب الشركة .. وفى الطريق أخرج فردة القرط .. من جيبه ..
وسألها بهدوء :
ـ هل هذه تخصك ..؟
ـ لا .. إنها تخص ماما ..
وسألته وقد تغير لونها .. وابتدأت تفكر فى شىء أفزعها :
ـ أين وجدتها ..؟
ـ فى الحمام ..
فعاد إلى قلبها الاطمئنان .. وضغطت بيدها الخالية على يده بشدة .. معبرة عن سرورها ..
========================
نشرت القصة فى مجموعة " الزلة الأولى " سنة 1959
====================




عن القرط والخاتم



قراءة :

صلاح عساف

على كثرة ما كتب محمود البدوى من قصص وهو أغزر كتاب القصة القصيرة المصرية إنتاجا (أكثر من ثلات وعشرون مجموعة قصصية) تترك هذه القصة الناعمة والشاعرية إنطباعا شديد الخصوصية لا يكاد يُنسى، اذ ما يكاد المرء ينتهى من قراءة السطورالأخيرة منها حتى ينتابه الارتباك والحيرة، وتقفز بقوة إلى ذاكرته قصة يوسف ادريس الشهيرة (بيت من لحم).
ويجد القارى نفسه متورطا فى مقارنة أومقاربة بين القرط والخاتم، بين الظلام والعمى، بين القرط الذى يُفقد فى ظلام النشوة والشك فى بومباى وبين الخاتم الذى تتيقن منه وتطمئن إلى وجوده كل ليلة أصابع المقرىء الشيخ فى ظلمة العمى فى بيت من لحم .. الأم وابنتيها الاثنتين هنا، والأم وبناتها الثلاث هناك . وعلى الرغم من حضورهذه العناصر المتشابهة فى القصتين ، إضافة إلى حضورعنصرالخدعة فيهما، ستتبارى القصتان فى إظهار لعبة الشك واليقين بشكل مختلف، فالخدعة فى قصة البدوى إرتكبتها الأم بحرص أن يظل الأمر فى دائرة الشك والعماء بحيث لا يعرف بطلها مع من نام ليلته، مع شارى؟ أم أختها؟ لنفاجأ بإنه نام مع الأم نفسها (وأخذ يحادثها فى صوت خافت ليتأكد من أنها شارى .. ولكن يدها الناعمة وُضعت على فمه وهمست : ـ لا تتحدث .. لئلا يستيقظ النائمون ..) ولولا عثوره على القرط وتبين له فيما بعد أنه يعود للأم ، لربما كان سيمتلىء يقينا بأنه قضى ليلته مع شارى كما كان يتمنى . فى حين أن خدعة الأم فى بيت من لحم تحرص على تأكيد اليقين وبثه فى نفس الشيخ ليطمئن مع وجود الخاتم كل ليلة فى الأصابع على الرغم من تداوله بين بناتها الثلاث .

ولربما اكتشفت فطنة القارىء متشابهات أخرى فى القصتين، ولسنا هنا فى معرض توجيه الاتهام إلى يوسف ادريس صاحب الموهبة والشهرة الصاخبة وصاحب الكتابة الحوشية (على حد وصف ادوار الخراط) بالتطفل على الآخرين وإعادة بناء وتدويرأفكارهم, ولكننا نسلم  بأمر توارد الخواطر أو (وقع الحافرعلى الحافر) كما كانت تقول العرب قديما، وهذا التوارد لا يوجد علميا نظرية تبرره على حد علمى .  



لمعرفة المزيد عن محمود البدوى وقراءة أعماله يرجى التحول إلى هذا الرابط :
http://elbadawy73.blogspot.com/2015/04/blog-post_93.html







قصة "ليلة في بومباي" - محمود البدوي قصة "ليلة في بومباي" - محمود البدوي تمت مراجعته من قبل سيد الوكيل في أغسطس 12, 2018 تقييم: 5

ليست هناك تعليقات: